ماذا تريد هذه ( الدنيا ) ان نعطيها لترضى علينا ؟؟؟؟!!!!

نأتي لهذه الدنيا قطعة لحم صغيرة حمراء ... ضعيفة لاحول لها ولا قوة ..

نأتي محاطين برعاية كاملة وفرح من والدين احبونا قبل ان نلد ونصل للحياة ...

انتظروني بلهفة وشوق ( تسعة اشهر ) ثقيلة وامي تعاني من ركلاتي الخفيفة

وكأنني مستعجلا للخروج دون ان ادرك ما ينظرني من( شقاء مستقبلا )

وتداعب ركلاتي رحم امي وكأنني مستحثا ايها ان تخرجني الى النور

منتظرا ساعة الصفر لا طلق أولى صرخاتي مؤذنا بوصل ضيف جديد للاسرة.

.. فبعد ان عانت والدتي الام المخاض ورغم ذلك لايهمها ذلك ابدا طالما انني ولدت بصحة جيدة

من ابويين حنونيين ...

نأتي محاطين بأم حنون تسهر الليل بقربك متوقعة بأي لحظة استيقاظك فهي تغفي

كما يفعل الذئب بعين واحدة وانا اغط في نوم عميق مستمتعا بحضنها الدافيء ...

لايعكر صفوي الا شعوري بالجوع فابداء بالبكاء ... منغسا عليها غفوتها المؤقته

فتلقمني بحب وحنان واضح ثديها لتسكت جوعي.... مبتسمة سعيدة راضية ...
.......

اما ابي فقد غادر المنزل من الصباح الباكر ليوفر لنا لقمة العيش الكريم لاسرته الصغيرة

ويعود نهاية النهار ليداعبني ويناغيني

اضحك .. واحيانا كثيرة ابكي.... العب .... نتدلل على من نحب...

تمر الايام سريعة جدا....

لاجد نفسي ذهاب الى المدرسة ( على نيتي ) لااعلم ما ينظرني هناك

فقد افهموني ان المدرسة مكان لتجمع الصغار للعب والمرح ... لاغير

وقد صدقت ذلك بسرعة بالغة... كنت اعد الايام ( الثقيله ) التي على مايبدو

لاتريد ان تمر.. منتظرا بدء الموسم الدراسي هذا ...

كنت سعيدا بالخروج معتقدا ان كل حياتي ستظل لعبا ولهوا بريئا ..

. ينظر ابي الي سعيدا وانا اكبر امام عينية ( قائلا لنفسه هل هذا هو فلذة كبدي الصغير..)

وتداعب عينية دمعة عابرة فرحا ... وبعد مرور اسبوع يتركني وحيدا

في المدراسة فهذه هي الصدمة الاولى ......كنت معتقدا بأن والد ي سيكون معي في المدرسة على الدوام

.. ابكي وابكي... واشتكي لامي ( الحنون ) بأني خلاص لااريد الذهاب الى المدرسة

فتربت على كتفي بحنان. قائلة:-. ( ياولدي المدرسة زينة وماتخوف بيعطوك حلاوة والعاب ).

. فأكلت الطعم ( للمرة الثانية ) وعدت متفائلا بيوم جديد ...ولم ادرك ذلك الى بعد نجاحي من الصف الاول...
...................

نكبر بسرعة دون ان نشعر بمرور الايام والسنين فنحن ولدنا في عصر السرعة ..

نلتفت يمنة ويسرة فنجد انفسنا قابعين على كرسي الجامعة في الفصل الاخير -السنة الرابعة

ولم يبقى على تخرجنا سوى شهور قليلة ...

ويبداء مسلسل البحث عن وظيفة جديدة كمن يبحث ( في كومة قش ) وعندها تتوالى الاحباطات تلو الاخرى لنفاجأ ان

عالمنا الوردي الصغير قد تغير ... وتتذكر ... مرورا بالمدرسة ...واخيرا الجامعة

قد تبدل وتغي.....ر وتبدا الحياة بالتكشير عن انيابها لك ... قائلة اسعى... اسعى ...اسعى

قد تجد وظيفة بعد عناء (وشق الانفس )وظيفة اقل من مؤهلاتك بكثير وقد تضطر الى قبولها

خوفا من تفويت هذه الفرصة الذهبية التى قد لاتتكر الا بعد فترة طويلة لاتعلمها.....................

فاما ان تقبلها او تعود لفراشك الدافيء الذ ي مل منك .... ولو كان يشكي لشكى من من الآخر !!!!!

او تعود لجدول السهر الممل في (المقاهي ) والكافيهات منتظرا

من يبشرك بقبول اوارقك في (ديوان الخدمة)

فتشعر بيد حانية تربت على ظهرك ( قم ياولدي اذهب واشتري لنا خبزا )

عندها تدرك ان ماكان تعتقده كان حلما ورديا قد يصعب تحقيقه الا بعد سنوات ....ان كنت محظوظا

عندها .... عندها فقط قد اصيح بصوت عالي امام الملا .... ماذا تريدين مني يادنيا ... لترضي علي ؟؟؟؟؟؟؟؟

فهل هناك من يريد ان يصرخ معــي !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!